أسوان والحياه الجديدة

في الساعة 6:00 يوم 9 مايو 2017 تحولت حياة .عائلة الكوباتي رأسا على عقب في الليلة السابقة، ذهبت أسوان البالغة من العمر 15 عاما إلى السرير مع قائمة طويلة من المهام الواجب قيامها في اليوم التالي - والتي تشمل مساعدة والدتها مع العمل المنزلي، وعلاوة على ذلك، كانت أسوان تفكر في كيفية التغلب على صديقاتها في القرية وتصبح الطبيب الذي كانت تريد دائما أن تكون، مدرسة القرية بعيدة والطريق صخري - ولكن ليس للصغار والنشطين مثل أسوان .التي كانت تصعد الجبل عدة مرات في اليوم ذهابا وإيابا إلى المدرسة وتساعد والدتها في المنزل استيقظت الفتاة الصغيرة على أصوات القصف الثقيلة فهي طفلة ولا تعرف ما الذي يجري فقررت أن تتحقق مما يجري، ذهبت إلى سقف منزلها، حيث رأت قذيفة هاون عشوائي يتجه نحوها، تجمدت من الخوف، وقالت انها قفزت متر ولكن بعد فوات الأوان، أصيبت أسوان بجروح بالغة في ساقيها، أصيبت والدتها بجروح في صدرها وفقدت عينها اليسرى، وعثر على جدتها، وهي المسئولة عن إعالة الأسرة، ميتة بشظايا بينما كانت لا تزال في .السرير، ففي بضع ثوان، كل شيء قد تغير إلى الأبد وقد أودت الحرب حتى الآن بحياة الكثير من الأبرياء، بما في ذلك 1876 طفلا قتلوا (1,275صبيا، و 555 فتاة، و 46 ،جنسا مجهولاً) بين مارس / آذار 2015 ونوفمبر / تشرين الثاني 2017. ومن بينهم أسوان و 806 فتاة أخرى .أصيب 2,987 طفلا بجروح بسبب النزاع وتم نقل أسوان إلى المستشفى في عيادة تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود في تعز، كان على الأطباء بتر ساقيها من الركبتين، وقالت أسوان: "كنت تحت التخدير، وكان لدي نوع من الكابوس بقطع ساقي"، "حاول الأطباء أن يريحونني بأنني سوف أكون على ما يرام، ولكن قلت لهم أنني قد رأيت بالفعل أطرافي قطعت"، بعد معالجة .الصدمة اللازمة، انتقلت إلى صنعاء لتلقي الأطراف الاصطناعية والعلاج الطبيعي وبحضور شقيقها الأكبر عبد الله ووالدتها، تم نقل أسوان إلى مركز العلاج البدني والعلاج الطبيعي في مدينة .صنعاء، حيث تلقت أطرافا اصطناعية وعلاج طبيعي، وهي تجلس بهدوء، ترتدي ابتسامة خجولة بريئة أسوان ترتدي عباية طويلة، والملابس السوداء التقليدية التي ترتديه النساء في الهواء الطلق، وتغطي جسدها .من الكتفين إلى القدمين وقالت: "أنا أحاول التكيف مع الواقع الجديد، وانا قلقا جدا على دراستي ، ولكن الآن لدي فرصة أخرى، وأنا أتمرن .المشي هنا حيث أعطيت هذا الزوج من الأرجل الاصطناعية"، في حين اتجاهل الماضي .على الرغم من حرجها، كانت واثقة جدا، وعلى ما يبدو قادرة على التغلب على نقطة الضعف النفسي وقد غابت أسوان عن الدراسة سنتين دراسيتين، وهي تخشى أنها لن تتمكن من الذهاب إلى المدرسة، لكنها .عازمة على إكمال تعليمها .وقد كلف الصراع الدائر شعب اليمن خسائر لا يمكن تصورها بما في ذلك عدم الشعور بالأمان في منازلهم وبالإضافة إلى ذلك، فقد والد أسوان وظيفته في عدن بعد تصاعد النزاع هناك منذ عام 2015، وهو الآن يعتني ببقية أطفاله بينما تتلقى أسوان وأمها العلاج في صنعاء.