مستقبل التعليم وتطوراته الخطيرة

في ظل استمرار التعتيم الإعلامي على «الكارثة الإنسانية الأسوأ في العالم»، وفيما ينشغل «صانعو القرار» بقياس أرباحهم وخسائرهم السياسية والميدانية في بلد عربي يعتبر الأشد فقراً، لتمر العملية التعليمية في اليمن في اسوء تاريخها والذي يعكس بشكل مباشر على أطفال .وشباب اليمن ومستقبلهم فقد ألقت الحرب والحصار منذ قرابة الثلاثة أعوام بظلالها على واقع التعليم في اليمن، الذي بات اليوم يعاني من كارثة حقيقية مع تزايد الحديث عن توقف العام الدراسي بشكل كامل، ففي العامين الماضيين، كشفت إحصائيات وزارة التربية والتعليم توقف 2380 مدرسة ومنشأة تعليمية موزعة على المحافظات اليمنية عن العمل، إما بسبب تعرضها للاستهداف المباشر من قبل الطائرات ، أو تحويلها إلى ملاجئ للنازحين أو ثكنات عسكرية ومخازن للأسلحة. هذا الواقع الأليم المفروض على القطاع التعليمي تفاقم مع دخول البلاد في ما بات يعرف بـ«أزمة الرواتب»، التي حرمت نسبة كبيرة من موظفي هذا القطاع .من الحصول على مستحقاتهم ويصف الكثيرون الوضع بـ«الكارثي»، في إحصائية تؤكد جدية احتمال «إقفال 13,000مدرسة من أصل 20,000 .مدرسة تستقبل 5 ملايين و500 ألف طالب» إذا لم تُدفَع رواتب المعلمين وتستأنف العملية التعليمية هذا التطور الخطير في البلد الذي يعاني أصلاً من تدهور في القطاع التعليمي، دفع مرصد التعليم والمنظمات الحقوقية إلى رفع الصوت عالياً للتحذير من تداعيات إقفال المدارس على جيل كامل، وأعلنت «منظمة الأمم المتحدة للطفولة» (يونيسف) أن «مدارس 4.5 ملايين طفل يمني تواجه توقف العملية التعليمية، مسلطة .الضوء على إحدى أخطر الأزمات المنسية وسط تزاحم الملفات الإنسانية في اليمن وهناك احصائيات أن الأزمة تطاول «أكثر من 166 ألف مُدرس، أي نحو 73 في المئة من المعلمين»، وتؤثر سلباً في 13,000 مدرسة على الأقل (78 في المئة من إجمالي المدارس)»، مشيراً إلى أن الأزمة الإنسانية الراهنة .»يمكن وصفها بـ«أزمة الأطفال وفي إشارة الى أن موظفي القطاع التعليمي «لم يعد بوسعهم الذهاب للمدارس لأنهم لا يملكون المال لدفع .أُجرة انتقالهم، بل وعليهم عبء تدبير ما يوفر لهم احتياجاتهم هم وأُسرهم وتحذّر المنظمات الحقوقية من الآثار السلبية لتوقف التعليم ليس فقط على نفسية الطالب بل أيضاً على مستقبله. وشدّدت ممثلة «يونيسف» في اليمن ميرتشيل ريلانو، على ذلك في مؤتمر صحفي قالت فيه إن «الأطفال الذين خارج المدارس يصبحون عُرضة لاحتمال تجنيدهم (في الخدمة العسكرية) كذلك فإن الفتيات يصبحن عُرضة لاحتمال تزويجهن مبكراً. وبالتالي هناك مخاطر عديدة إذا لم ينتظم الأطفال في المدارس، ولا سيما بالنسبة إلى الأعمار الأكبر نسبياً»، مطالبة «بتعهد غير مشروط من قبل جميع أطراف .»الصراع بدعم المُدرسين اليمنيين وتعليم الأجيال اليمنية القادمة.