مرصد التعليم .. التعليم لأجل الوظيفة فقط !!

يواجه التعليم صعوبات كثيرة وتحديات كبيرة ساهمت في إحداث فجوة عميقة ، وأن من أبرز تلك التحديات التي وقفت وتقف أمام التعليم تتمثل في أمرين هما: أولا: أننا - حكومة ومجتمع - لم نصل بعد إلى الإيمان المطلق بأن التعليم هو الحل لمعضلة الجهل ونهوض المجتمع وتطوره ،وأنه القاعدة التي يبنى عليها الدولة والمجتمع، ولو وجد لدينا هذا الإيمان لما سمحنا بتمرير أخطاء كثيرة في التعليم، مثل ، غياب الدعم الحقيقي - المادي والمعنوي- للتعليم ، غياب التأهيل الشامل وتطوير الأداء العملي للمعلم ، غياب الإدارة المدرسية المؤهلة والكفاءة ، تجاهل المعلم وتغييب حقوقه، والانتقاص منه، وتخلي الحكومة والمجتمع عن دوره كالمشاركة والتحفيز والرقابة ..الخ ثانيا: أن تعليمنا لا يزال قابعاً في إطار ثقافة التعليم من أجل الفائدة المادية فقط " الوظيفة" هذه الثقافة غير السوية لا تزال قائمة وحاضرة بقوة في أوساط أعداد كبيرة في المجتمع، وأن الكثير ممن يدرس وممن التحق ويلتحق بالمدارس والجامعات أو التحق بالتعليم بشكل عام ينظر إلى فرصة العمل بالدرجة الأولى ، وسبب ذلك يعود إلى أن جذور هذه المشكلة تتمثل في ضعف وغياب دور الأسرة والمدرسة كذلك ضعف الإعلام في غرس ثقافة التربية والتعليم ، وغياب مفهوم أن التعليم رسالة سامية. بالإضافة إلى أن الجهات الحكومية والخاصة لا تقدم الفرص "الوظيفية" الجيدة ولا تستقطب بشكل جيد المتخرجين من المعاهد والجامعات وساهمت في إعاقة دورهم ، ما أدى إلى وجود مثل هذا النمط الذي يسمى التعليم لأجل "الوظيفة فقط. وحل هذه المشكلة يكمن في غرس ثقافة التعليم ويجب أن يكون من أجل التثقيف والارتقاء بمستوى الفرد والمجتمع، لكي يكون المجتمع بشكل عام متعلماً ومثقفاً ومدركاً ومتطوراً وواعياً ومطلعاً على ما يجري حوله، وأن من أهدافه السامية أن يصبح كل فرد لبنة صالحة في المجتمع، وليس من أجل الوظيفة المادية فقط. وأن تقوم الجهات الحكومية والخاصة بتقديم فرص العمل المناسبة للمتعلمين ، وتوفير البيئة المناسبة لهم ، وتذليل الصعوبات أمامهم ، وذلك من خلال تسهيل إجراءات الدراسات العليا في الداخل والخارج، وتوفير فرص العمل، والمساعدة في بناء المشاريع الصغيرة والمتوسطة والابتكار وعدم الاعتماد كلياً على الوظيفة الحكومية أو الخاصة ، وإنشاء مراكز الدراسات والتدريب والبحوث لاستقطاب الشباب وتنمية المهارات والقدرات لديهم. *أ. عبدالله الرسمي