شاب يمني حرم من التعليم ..يتحول الى ناشط لدعم التعليم..!

بعد ان أجبره والده على ترك مقاعد الدراسة وهو طفلا يدرس في الصف الخامس الابتدائي بمدرسة القادري بمحافظة صنعاء .. تحول الشاب صادق باشراون إلى ناشط في مجال التعليم يسخر كل وقته وجهده من أجل دعم إلحاق اطفال اليمن في المدارس واكمال تعليميهم. قصة باشراون بدأت وهو في الحادية عشر من عمره عندما غادر مدرسته مرغما من والده ، الذي اصدر بحقه حكما جائرا جعله يفارق كتبه واقلامه وزملائه في مدرسة القادري بالسواد بمحافظة صنعاء، الى ورشة للنجارة واكوام الخشب ونشارتها. حسرة وألم كان يتجرعها باشروان يوميا وهو يرى زملائه في كل صباح يتسابقون إلى مدرسته لينتهلون منها علما نافعا، لكنه حرص على تطوير مهارته وقدراته . بعد ان اصبح شابا، سعى باشروان لتعويض حرمانه من التعليم من خلال الدفع بالأطفال الى مقاعد الدارسة وحثهم وتحفيزهم على الاستمرار في التعلم، ليتنقل بين المديريات والمحافظات ، ويخصص جزء من وقته الذي يقضيه في اعمال التجارة ، ليبحث عن المدارس المتضررة والطلاب المحتاجين للمساعدة ليوثق مئات المدارس، التي يحرص في كل مدرسة يزورها على الالتقاء بطلابها وحثهم على اكمال تعليمهم والاجتهاد والمثابرة .. ولايجد حرجا في ان يستشهد بقصته امامهم. جعل باشروان من مواقع التواصل الاجتماعي منبرا له ، لحشد الدعم للتعليم وتوعية المجتمع بأهمية إلحاق الاولاد والبنات في المدارس وتوفير الكتاب المدرسي والمعقد من خلال عشرات المنشورات يوميا في كثير من الصفحات المتخصصة التي يديريها والمهتمة بقطاع التعليم. حاليا يعمل باشروان على حشد الدعم لتوفير الحقائب المدرسية للطلاب في المدراس المتضررة والطلاب الفقراء والنازحين ، وساهم في توفير قاعدة بيانات اكثر من الفين طالب وطالبة من مختلف المحافظات الذين هم بحاجة ماسه للدعم والمساعدة. لم تنتهي قصة باشروان عند هذا الحد، فبعد ان بلغ من العمر27 عاما ، قرر العودة الى مقاعد الدراسة ليسجل في الصف السادس الاساسي في مدرسة الامام زيد ، بل انه عمل على التنسيق لتوفير حقائب مدرسية مع مستلزماتها وتوزيعها لجميع زملائه الجدد، ليحثهم على اكمال التعليم. مؤخرا ، اقامت المؤسسة الوطنية للتنمية والاستجابة الانسانية حفلا تكريما للناشط باشروان لدوره البارز في التوعية والتعريف بقضايا وتحديات التعليم. يعد صادق باشروان نموذجا فريدا للشباب اليمني الذي تجرع مرارة عدم حصوله على حقه في التعليم ، لكنه يسعى حاليا بما يحمل قلبه الصغير من آمال كبيرة الى العمل الجاد لخدمة التعليم، على امل ان لايرى طفلا يتجرع مرارة ما تجرعه في طفولته وصباه.